Wednesday, May 30, 2007

مقدمة


أول ما عرفت نجيب محفوظ كنت في السنة الأولى الإعدادي كنت فقط أسمع عنه وأنه مبدع شخصية سي السيد فكمنت له كل الإحترام ، ثم سمعت عن المهاترات التي تدور حول أولاد حارتنا كل هذا جعل لي فضول أن أعرف من هو نجيب محفوظ


أول كتاب له حصلت عليه كان مجموعة " تحت المظلة" لا أذكر على وجه التحديد من أين حصلت عليها ولماذا هي بالتحديد ؟


لكني قرأتها أو بمعنى أصدق حاولت قرائتها .. وطبعا لم أفهم شيء ...لأن هذه المجموعة على وجه التحديد من القصص القصيرة الفلسفية الصعبة الذي ليس من السهل استيعابها ..

المهم تركت المجموعة وكنت قد أخذت فكرة عن نجيب محفوظ أنه يكتب مالا يفهمه أحد ، وركنت الكتاب ولم أتذكره إلا في بداية دخولي الجامعة .قلت أكيد سأفهمه لو حاولت قرائته مرة آخرى وخاصة أني عرفت عنه الكثير من خلال أفلامه


وأكيد كان مستوى الوعي أختلف ، فهمت فعلا بعض قصص المجموعة ، لكني لم أحب الاستسلام فبدأت من هنا أبحث عن كتب آخرى لنجيب محفوظ ، وبعدها توالت علي كتبه ، كلما أنهيت كتاب أذهب لشراء آخر ، كثيرا لم يكن لدي خطة مسبقة للرواية القادمة التي أريد قرائتها ، لكن كل مايقع تحت يدي ، وصرت انتظر فرصة أي معرض لأحصل له على مجموعة كتب على حسب ما يسمح به مصروفي ، والآن قد قرأت فعلا كل أعماله ، ونظرا لأن مستوى الاستيعاب والوعي يتغير أحببت أن أعيد قرائتهم ، وبالفعل قد بدأت .


أثناء ذلك شعرت أن عند نجيب محفوظ كثير يختفي خلف الكلمات ، الكثير مما أحب أن أقول مثله وربما يحب أن يقوله الكثيرون من الناس وإن أختلفوا معه في منهجه الفكري .


لم يمثل لي نجيب محفوظ مجرد كاتب ترجمت أعماله الأدبية إلى دراما تلفزيونية جماهيرية ، أو أهتم به العالم وترجمت أعماله إلى كثير من اللغات فقط ، وليس مجرد كاتب حصل على نوبل تلك الجائزة التي حصل عليها الكثيرين قبله وسيحصل عليها الكثيرين بعده ، لكن بالفعل مستوى نجيب محفوظ الأدبي والفلسفي شديد الرقي ، وحتى على مستوى الكتابة اللغوية الفصحى التي لا تشعرك أنها فصحى من شدة قربها إليك، بالإضافة إلى الحبكة القصصية الممتعة التي تشوقك لإنهاء القصة وفي نفس الوقت لا تريدها أن تنتهي، لأنك كل شخصية من شخصياتها الطيبة والشريرة .

سبب لي نجيب محفوظ مشكلة كبيرة؛ وهي أني لم أعد استطع أن أقرأ لغيره ، فمهما بلغ الكاتب الآخر مستوى الابداع أشعر أن به شيء ما ينقصه أو لا أجدني في روايته أو قصته أو أنه يكتب من برج عاجي بعيد عني فلا أستمتع ولا اتعلم ، على عكس ما تفعله بي كتابات محفوظ.


أظن أن من لم يقرأ لنجيب محفوظ فقد فاته الكثير ، الكثير جدا .. ولن يعوضه إلا القرآة له.




2 comments:

دعاء علي فؤاد said...

اهلا راندا
انت بتفكريني باحمد عاشور
وانتة الاتنين بتشوقوني اكتر اني اقرا كتاباته كلها
بس خايفة لحسن ياسرني في فلكه ومقدرش اخرج منه

لكن ان شاء الله في الخطة بتاعتي اركز علي نجيب في المشروع التثقيفي

راندا رأفت said...

ومش هتندمي يا قناوية لما تقري له

تحياتي